الحرية هي إمكانية الفرد على التصرف أو اتخاذ القرار أو تحديد الخيار دون أي جبر أو شرط أو ضغط خارجي.
كما تعني التحرر من القيود التي تكبل طاقات الإنسان وإنتاجه سواء كانت قيوداً مادية أو معنوية، والتخلص من الإجبار والفرض، والتخلص من العبودية لشخص أو جماعة.
وعرّف جون لوك الحرية بأنها: “التحرك ضمن القوانين الطبيعية وإمكانية إتخاذ القرارات الشخصية والقرارات بشأن الملكية الخاصة دون قيود، كما يريد الإنسان ودون أن يطلب هذا الإنسان الحق من أحد، ودون التبعية لإرادات الغير”.
وتمثل الحرية إحدى أهم قضايا الشعوب حيث تطمح جميع الشعوب لاستقلال بلادها وأن تكونوا حرة في اتخاذ القرارات لمصلحة الشعب أو الجماعة أو المجتمع، لكن الحريات تُفقد عند كثير من البشر نتيجة القمع والاضطهاد والظلم المتواصل، أو حالة النشوء في العبودية، أو نتيجة فرض السلطة نظماً أو معتقدات أو أفكار مقيدة للحريات.
وتعتبر الحرية جزءاً من الفطرة البشرية، فهناك أنفة طبيعية عند الإنسان لعدم الخضوع والرضوخ والإصرار على امتلاك زمام القرار، وتقسم إلى أصناف مختلفة، منها:
– الحرية السالبة كإمكانية اتخاذ القرار دون قيود
– الحرية الموجبة المعطاة من السلطة للإنسان لممارسة حريته الشخصية كحرية الإعلام على سبيل المثال.
– الحرية الداخلية المرتبطة بحالة فردية كالحقوق الشخصية.
– الحرية الخارجية المرتبطة بظروف سياسية واجتماعية عامة،
وقد عزز الدين الإسلامي الحريات، حيث منح الإنسان حرية الاختيار، وأكد القرآن على حرية الاعتقاد (لا إكراه في الدين)، وعمل على تحرير البشر من عبادة الأوثان ومن سلطة الكهنوت، وحرر المرأة من الغبن والظلم الذي لحق بها في المجتمعات الجاهلية.
وللإنسان في الإسلام الحريّة الكاملة والاختيار غير المنقوص في أن يسلك أيّ الطّرق التي يراها مناسبة في حياته، فقد هدى الله تعالى الإنسان إلى طريق الخير كما بيّن له طريق الشّر، وأكّد الإسلام على حريّة الأفراد الشّخصيّة في الحياة؛ فللإنسان أن يأكل ما يريد وأن يشرب ما يريد وأن يتنعّم بما يريد من الخيرات، وأن يبيع ويشتري ما يشاء، ما دامت تلك المُباحات لا تضرّ بالنّفس أو تؤذي النّاس.